Sunday, July 29, 2007

نقمة أم نعمة ؟


قبل أن اكتب اي شيء اعتذر بشدة عن انقطاعي عن الكتابة لفترة طويلة ..ولكن عذري الوحيد أنني لم تكن لدي القدرة الذهنية الصافية التي تمكني من اختيار موضوع نتناقش فيه معاَ


في حياة كل مننا أشياء يحبها ، وتختلف بالطبع درجة حبه لهذه الأشياء باختلاف تأثيرها عليه، وبتغير الزمان **
والمكان، ولقد فكرت في أن الحب في حد ذاته قيمة عليا له قوة وسحر وبريق لايضاهيه أي شيء على الأرض ..فحبك لشيء يجعلك تجتهد لتجعله الأفضل والأحسن ،وتستمع كثيرا بجماله، وكلما زاد حبنا للأشياء زاد تعلقنا بها وارتباطها بطموحاتنا

الحب في حد ذاته خيط رفيع يربطنا بالكثير من الأشياء، قوته تفوق الكراهية، لأنع عامل بناء لاهدم
فما أجمل أن تحب عملك حباً حقيقاً ،وتحب الحياة ،والزهور والأشجار والمياه، وتحب من حولك، وتحب الحياة التي تعيش فيها وتحب نفسك وتحب أن تراها ناجحة ومحقة لطموحاتها، فضلا عن حبنا لأهلنا وأصدقائنا
ولاننسي حبنا الأكبر لله ورسوله، فحتي العلاقة الصحيحة بين العبد وربه لابد أن تقوم على فعل الحب ،وليس خوفا من عقابه أو طمعاَ في جنته ،بل نحبه من أجل الحب والتقرب منه

إذن الحب جميل في كل درجاته واتجاهاته ، وخاصة تجاه الكون أو المجتمع ، وهو ماجعلني أطلق على هذا النوع من الحب "اسم الحب الكوني " أو الحب الاجتماعي "،بالإضافة إلي الحب العاطفي بين الرجل والمرأة والذي اعتبره نتيجة ومحصلة ومؤشر على مدي قدرة الطرفين على حب الكون والمجتمع من حوله ....فإذا كان قادراَ على حب من حوله سيكون لديه العطاء ليحب شريك حياته
نعم الحب قوة واحساس يذوب معه كافة الفوارق والمشاعر السلبية ،ولكن أليس الحب يمكن أن يتحول في يوم إلي مشاعر سلبية؟ ، أليس من الممكن أن يؤدي الحب إلي هلاك صحابه ؟ ،وتصبح قوة الحب ،قوة ملعونة تدمر أي شيء

هذا قد يحدث ، فحبك القوي لأي شيء يدفعك دائماً لأن تصل به إلي المستوي الأفضل والأحسن ؛ لتشعر بأنك حققت طموحك منه ،فعندنا تفني سنين عمر في حب عملك أو حياتك وتقبل التنازلات ظناَ منك أنك ستحقق أحلامك ، ثم تجد أنما أفنيت فيه عمرك لم يضف لك شيئا ولم يحقق حلمك ستكرهه ،وتكره حبك للأشياء وستتحول قوة الحب إلي قوة انتقام ،حب أيضاً ولكن حب انتقامي يحولك من شخص قادر على الحب والعطاء والبناء ،إلي شخص لايملك إلاالخوف من كل شيء له علاقة بحب الأشياء ، يعطي من أجل المادة وليس من أجل القوة التي تغذيه ، شخص تحوله كراهيته المضادة إلي عامل هدم
في هذه الحالة ، يصبح الحب نقمة على صحابه ، ويصبح فعل الحب القوي الساحر له رد فعل من الكراهية المضادة
مساوً له في القوة ولكنه مضاد في الاتجاه
فهل الحب بمختلف أنواعه وأشكاله ودرجاته نعمة أم نقمة ؟ أم الحب ذاته النعمة والنقمة معاً ؟ أم أنه سلاح ذو حدين ؟ أم نعمة الحب ونقمته يحددهاالإنسان عندما يختار حب شيء بعينه؟؟؟
أسئلة كثيرة أعلم أنها قد تكون محيرة أو فلسفية ..ولكنها خطرت لي ،فأدرت أن تشاركوني بأرآئك التي اعتز بقرأتها ومناقشتها معكم....